تمكين المَرأة في الإقتصاد الرقمي العراقي: مُبادرة "She Codes Too"
رغد العبودي
مؤسسة She Codes Too
المقدمة
غدت المعرفة بالأمور الرقمية أمراً لا بد منه لسلك دروب عالمنا الحديث في مجتمعنا سريع التطوّر اليوم. ومع تَزايد اعتماد مُجتمعاتنا واقتصاداتنا على التكنولوجيا، باتَت القدرة على فِهم وإتقان الأدوات الرَقمية ضرورةً لا مهرب منها. والبرمجة من الأعمدة التي يقوم عليها عالمنا الحديث هذا، وهي أداةٌ تمكن الأفراد من الإبداع والابتكار والمُساهمة في تَشكيل المَشهد الرقمي.
يشهد الطلب على مهارات البرمجة ارتفاعٍاً شديداً لا في صناعة التكنولوجيا فحسب، بل في مُختلف القطاعات. ومع إندماج تقنيات الأتمتة والذكاء الإصطناعي وتَحليلات البيانات كركائز أساسية في عمل الشركات، باتت القُدرة على البَرمجة وفِهم لغات البَرمجة أصولاً قيّمةً للغاية. ويَشهد سوق العمل على هذا التحوّل، إذ باتت الوظائف في مَجالات التَسويق والمالية والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية وغيرها، تَتطلّب الكفاءة الرقمية بشكلِ مُتزايد.
يَشهدُ العِراق اليوم تحوّلاً جذرياً في اقتصاده الرقمي، تحولٌ يفتح الباب لفرصٍ واعدةٍ وتحدياتٍ جديدةٍ، تؤكد على الحاجة لأفراد متميزين بمهاراتهم الرقمية ليساهموا مساهمةً فعالةً في هذا المشهد المتغير.
وأخذ التحول الرقمي يغير طبيعة السوق العراقية أيضاً، وهذا جليٌ في القطاعات التي ظهرت حديثاً مثل التجارة الإلكترونية والتجارة السريعة عبر الإنترنيت وخدمة التَوصيل. وقد أدت التِكنولوجيا المالية إِلى زيادة الطلب على المهاراتِ الرقمية والبرمجة بالأخص وخلق فرص عمل أكثر.
إلّا أن عدم تساوي الفرص بين الرجال والنِساء في قطاعِ التِكنولوجيا العراقي أمرٌ واضح وضوح الشمس. وفقاً لدِراسات أجرتها She Codes Too وملاحظات رصدتها، وبالإضافة إِلى دراسة أجراها فريق بحثي في كابيتا في عام 2021 بعنوان "واقع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العِراق: انعكاسات بيئة الأعمال وتَحدياتها وفرصها"، فإن قلة عدد النِساء المُشاركات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يُشكلّ مَصدر قلق كبير في العِراق.
لا بد من الاعتراف بوجود الفجوة بين الجنسين في قطاع التِكنولوجيا وادراك اسبابها. خصوصاً في ضوء إشارة دراسات وأبحاث عديدةً إِلى أن الشركات ذات القِوى العاملة المُتنوعة جنسياً تُحقق أداءً أفضل من نَظيرتها الأقل تَنوّعاً، ولا يقتصر الأمر على ذلك فَحَسب، بل تَتَميّز الفرق المُتنوعة بطرحِ حلول أكثر إبداعاً، لأنها تَستفيد من وجهات نظر أوسع وتَملك القُدرة الأكبر على جذبِ المواهب المُتميزة.
She Codes Too
مُنظمة "(She Codes Too (SCT" هي مُنظمة غيّر ربحية تَسعى لتَمكّين الشابات العراقيات في قطاع التِكنولوجيا، وتُركّز على تزويدهن بالمهارات البرمجية الأساسية التي تُمهد لهن طَريقهن في مساراتِهن المهنية في مجال التِكنولوجيا.
أُسِسَت SCT في عام 2020 وقدمت في بادئ الأمر سلسلةً من ورش العمل الافتراضية عن البرمجة كانت مُتنوعة ومُتفاوتة في مدتِها، تَهدفُ إِلى بناء الوعي وتعزيز مشاركة المَرأة في المَجال الرقمي. وصارت SCT في 2023 تعطي هذه الدروس حضورياً، بهدف لا يقتصر على تَعزيز قُدرات المُشاركات وتَشجيعِهن فحسب، بَل يمتد إِلى خلقِ فرص عمل لهن بعد التخرج. كانت مدة البرنامج 6 أشهر، وتدرس SCT دفعة جديدة من الطلاب في دورةٍ تمتدُ إِلى 7 أشهر، وتركز في موضوعِها على البرمجةِ الشبكيةِ (Web Programming)، ويَتراوحُ عدد المُشاركات في كلِ دورة ما بين 20 إلى 30 امرأة من مُختلف المُدن العراقية.
بالإضافة إِلى تَركيزها على تَعليم المَهارات البَرمَجية الأساسية، تدرس SCT المهارات الشَخصية وتطوير المسار المهني وتوفر ارشاداً منفرداً (1-1) للمشاركات ليتمكَنَّ من الحصول على وظيفة في مجال التكنلوجيا بعد اكمال البرامج.
برامج SCT تنافسية للغاية. عادةً ما يقبل فقط حوالي 8٪ من المتقدمين في البرنامجين الأخيرين. هدفنا في المستقبل هو الاستمرار في إنشاء البرامج والوصول إلى المزيد من النساء.
تحديات تتصدى لها She Codes Too
انبثَقت فكرة تأسيس SCT من تجارب شَخصية عاشتها مؤسستها الانسة رغد، خِلال عَملها مُحاضرةً لعُلوم الحاسِبات في جامِعة بغداد، حيث لاحظت فتور وثبوط عزيمة طالباتها في دروسها، وتفضيلهن أعمّالاً لا تَتَعلق بالبَرمَجة، تارِكات أعمال البَرمَجة لِزُملائِهن الرِجال في مَشاريع المَجموعات. ولإدراكها هذا التباين ولإلتزامها لمعالجة مثل هذه التحديات، انبَثَقت SCT للِتَصدي لِهذه المُشكِلة جَنباً إِلى جَنب مع أسباب مُختَلِفة أُخرى:
اولاً، وكما تَطرقنا في المُقدمة يواجه العراق تَحدياتٍ مَلحوظة فيما يَتعلق بالمُساواة بين الجِنسين ولا سيما في قَطاع التِكنولوجيا ووفقاً لدِراسة أجرتها كابيتا في عام 2022 بعُنوان "المَرأة العراقية بالأرقام - تَحليل الوضع الحالي وتَحديد المسار للمُضي قُدُماً"، بإن نِسبة تَمثيل النِساء في هذا المَجال ضَئيلة وإنهن يَفتَقرن للمَوارد والفُرص اللازِمة لتَطوير مَهاراتِهن في مَجال التِكنولوجيا وبِناء مَسارات مِهَنية ناجِحة ومن هذا المُنطَلق انطَلقَت مُبادرة SCT بِهَدف ردم هذه الهوّة وتوفير المَوارد والدعم الأساسيين للمِرأة العراقية لتَطوير مَهاراتِها في البَرمَجة.
ثانياً، قَطاع التِكنولوجيا ينمو نمواً سريعاً جداً في العراق مما أدى إلى زيادةٍ عاليةٍ في الطَلب على ذوي الكَفاءات والمَهارات في هذا المَجال. تساهم SCT في انماء واثراء القَطاع من خلال رفد النساء بالتَدريب اللازِم على مَهارات البَرمَجة والمهنية العالية.
ثالثاً، كَما لا يَقتصِر تَعليم البَرمَجة للمَرأة بَل يُمكِنها من الاستِقلال المادي من خِلال التَزويد بمُقومات النَجاح والاستِقلالية فتَعلُم البَرمجة يُمثل بَوابةً واسِعة أمام آفاقٍ إيجابية عديدة على الصَعيدين الشَخصي والمُجتمعي، خُصوصاً في العراق حيثُ تواجِه النِساء تَحدياتٍ ثَقافيةٍ واجتِماعيةٍ تَحول دون حُصولهن على فُرص التَعليم والعَمل المُناسِبة وهنا يَظهر دور مُبادرة "She Codes Too" التي لها تَأثير في تَمكين النِساء من خِلال تَزويدِهن بالمَهارات اللازِمة للحُصول على وَظائِف، خاصة في مَجال البَرمَجة، والتي يُمكن أداؤها بِسُهولة عن بُعد من المَنزِل وتَجاوز هذه العَقَبات.
مَهام واهداف SCT
في ظِل التَوجهات العالمية نحو التَغير الرَقمي تكون مَهام “She Codes Too " في العراق رافعةً راية تَمكين المَرأة وتَقليص الفَجوة بَين الجِنسين في قَطاع التِكنولوجيا وتَضع المُبادرة نَصب أعُينِها هَدفاً رئيسياً يَتَمثل في تَزويدِ النِساء بالمَهارات والمَوارد والفُرص اللازِمة للنَجاح والإِبداع في هذا المَجال الحَيَوي وهذا ما يُساهم في تَعزيز مَبدأ المُساواة والتَنوع في الصِناعة.
تَسعى مُبادرة "She Codes Too " إِلى بِناءِ مُجتمع داعِم وشامِل يُشَجِع النِساء على مُتابَعةِ مِهن في مَجال التِكنولوجيا، من خِلال تَزويدِهن بالمَعرِفة التِقَنية والتَطوير المِهني وفُرص التَواصل ويَهدُف عَمل المُنظمة إِلى إنشاء نِظام بيئي مُستدام وشامل يُمكن النِساء العراقيات من التَفوق في مَجال التِكنولوجيا والمُساهمة في نمو وابِتكار صِناعة التِكنولوجيا في البِلاد.
تَحديات التَنفيذ
على الرُغم من الأهداف النَبيلة التي تُقدمها "She Codes Too" فهذه المُبادرة تُواجه في عَملية تَنفيذ بَرامِجها مَجموعة من التَحديات ويَرجع ذلك بشِكل رَئيسي إِلى العَوائق الثَقافية والاجتِماعية.
تواجِه عَمَلية قُبول المُشاركات في بَرامجِ تحدياً كبيراً ويَعود ذلك بشِكل أساسي إِلى عَراقيل اجتِماعية مُتعددة مثل الحاجة إِلى الحُصول على إذن من أولياء الأمور أو الأزواج ومَحدودية الدَخل وبالإضافة إِلى ذلك عَدم الراحة في استِخدام وسائِل النَقل العام مما يَجعل من الصعبِ على النِساء التَنقل إِلى الفُصول الدِراسية ويَزداد التَحدي تَعقيداً بالنِسبة للمُشاركات الأمهات اللاتي يَتَحملن عادةً المَسؤولية الأساسية لرِعاية الأطفال.
في مُحاولةِ لتَخفيف تَأثير هذه العَقبات تُنَفذ مُبادرة "She Codes Too" العَديد من الإِجراءات لِجعل الفُصول الدِراسية مُلائمة وآمِنة ويَتم اختيار مَواقع للفُصول الدِراسية يُسهل الوصول إليها وتَحديد أوقات مُناسبة للتَنقل مِن وإِلى مَنازل المُشاركات واختيار مُدربين مُتمرسين جيداً وتعُد جميعِها أمور مُهمة في خَلق بيئة ترحيبية وآمِنة يشعُر فيها المُشاركات بالتَرحيب والاَمان.
مما يُطمئن أولياء الأمور والأزواج ويجعَلهم أكثر تَقَبُلاً لفِكرة التِحاقِ النِساء بالبَرامِج وفي بَعضِ الحالات يقوم أولياء الأمور بِزيارةِ الفُصول الدِراسية للاطمِئنانِ على مُلائمةِ وسَلامة بيئة التَعَلُم لبَناتِهم.
تُواجه مُبادرة "She Codes Too" تحدياً آخر يتَمثل في تَساؤلاتٍ ُمستمرة التي تَصُلها من عِدة جِهات حَول سَبب كون هذه البَرامج مُخصصة للنِساء فقط أو مَدى أهمية تَعَلُم النِساء أنفُسهن هذه المَهارات وعلى الرُغمِ من جُهودِ المُنظمة في الشَرح، تَجد مُبادرة "She Codes Too" نَفسها مُضطَرة إِلى تَبرير تركيزُها على النِساء بشِكل مُتكرر وبَذل المَزيد من الجُهد في تَثقيف النِساء أنفُسِهن حَول الفوائد العَديدة لمٌشاركَتِهن في هذهِ الصِناعة وهذا يَعكُس تَحدي نَقص الوَعي فيما يَتعلق بالفَجوة الكبيرة بين الجِنسين في مَجال التِكنولوجيا. وتَتَصدى مُبادرة "She Codes Too" لهذهِ المَسألة عن طَريق بِناء الوَعي بين المُشاركات وذلك من خِلالِ تَثقيفِهن حَول الفَجوة بين الجِنسين في مَجال التِكنولوجيا وتَهدُف كذلك إِلى تَمكين المَرأة لتَكون جُزءاً من الحَل.
تُقدم مُبادرة "She Codes Too" تَحدياً فَريداً لنا يَتَمثَل في مُساعَدةِ خريجات برامجُنا على مواجهةِ تَوقُعات وبيئاتِ العَمل المٌختَلفة وفي حين أن بَرامج التدريبية لدينا تُزود النِساء بالمَهاراتِ والتَفكير الفَني المَطلوبين للتَفوق في مَجال التِكنولوجيا، إلا أن الواقع هو أن أماكن العَمل تَختَلف اختِلافاً كبيراً في تَوقُعاتِها وثَقافاتِها اتِجاه المَرأة العامِلة وقد يَكون للبيئات المُحافظة مَعايير مُحددة للسُلوك والتَفكير وذلك مما يَحتُم على المُشاركات في بَرامِجنا التَكيُف مع هذهِ الديناميكيات المُحددة في مَكان العَمل و من ناحية أُخرى قد تَكون أمَاكِن العَمل اكثر انفِتاحاً على مَجموعةٍ مُختَلِفةٍ من القيمِ والتَفضيلات مما يَتَطلب من المُشاركاتِ لدينا بأن تَتَوافق مع ثَقافتِهم.
نُواجه تحدياً يَتَمثل في إيجادِ تَوازن دَقيقٍ حَيث نَسعى إِلى تَزويد المُشاركات لدينا بالقدرةِ على التكيفِ المِهَني وفي الوقتِ نفسه تَعزيز نُقاطِ قوتِهن الفَريدة ومُساعدتهن على الحِفاظِ على هَويتِهن ونَحنُ نَسعى لِتمكين النِساء وليسَ تَقييدهن في قالبٍ واحد يُناسب الجَميع ومن المُهم بالنِسبةِ لنا في"She Codes Too" تَمكين النِساء من الثِقة في قُدراتِهن وإعدادِهن لمواجهة بيئات العَمل المُتنوعة التي قد يواجهنها.
قصص النجاح
يتم قياس تَأثير مُبادرة She Codes Too بطرقٍ مُختَلفةٍ وواحدة منها تَركز على تقييم عدد النِساء اللاتي حَصِلن على وظائِف في سوق التِكنولوجيا بعد اكتسابِ المَهاراتٍ البرمجيةٍ والفنيةٍ اللازمة من مُبادرة "She Codes Too" لتأهيلهن لتلك المناصِب.
أقُيم آخر مُعسكر تدريبي لمدةِ 6 أشهر وانتهى في تشرين الاول 2023 ويُسعدنا أن نَعلُن أن 90% من خريجاتِ هذا المُعسكر حَصلن على وظائف في مَجالٍ ذي صلة ولا تَزال مُبادرة She Codes Too تُقدم الدَعَم لـ 10% من المُتَبقيات اللاتي يخِضن حالياً مُقابلات التوظيف ولذلك فإن مُعدل تَوظيف خريجات مُبادرة SCT هو المِعيار الأساسي لِنَجاحنا.
بالإضافةِ نحنُ نَحرُص على إِجراءِ مُقابَلاتٍ مع أصحاب العَمل لِمُتابعة أداءِ خريجاتِنا ومَعرفةِ ما نَقومُ بهِ بشكلٍ جَيدٍ وما نَحتاجُ إِلى تَحسينهِ وحتى الآن تَلقينا ردوداً إيجابيةً للغاية من أصحاب العَمل.
خِلال السَنوات القَليلة المُقبلة سَنتمَكن من جمعِ بياناتٍ حَول مُعدل بَقاءِ خريجاتِنا في وظائِفِهن لدى أصحاب العَمل الحاليين.
لا تَقتَصر مَقاييس النَجاح الأُخرى المهمة بنفس القَدر بالنسبة لـ She Codes Too ويُمكِن مُلاحظة ذلك في المُجتمعِ النشط للخريجاتِ والطالباتِ الذي أنشأتهُ مُبادرة SCT حتى يَتَمكنن من دَعِم بعضَهم البعض ويُمكن لـ SCT دعمَهم طوال مُشاركتِهن وطَوال حَياتهن المِهَنية.
الافاق المستقبلية
لا تَتَوقف طُموحات She Codes Too عِند حُدود بَغداد فقط بل تسعى المُنظمةِ إِلى تَوسيعِ نِطاق تأثيرها لتَصل إِلى مدنٍ عراقيةٍ أٌخرى وبالإضافةِ إِلى ذلك تَهدُف إِلى تطوير برامج أكبر وأكثر شمولاً بهدف الوصول إِلى شَريحةٍ أكبر من النِساء وتَعُد مَحدودية المَوارِد التحَدي الرَئيسي الذي تواجههُ في الوقتِ الحاليّ و إلا فأن المُنظمة مٌصَمِمةٌ على توسيعِ نِطاق عَملها والهَدف من ذلك هو زيادة الوعي بشَأن شُمول النِساء في مَجال التِكنولوجيا وبناء الثِقة في مَهاراتِهن ودَعم استقلاليتهن الماليةِ وبالتالي تَعزيز سوق التِكنولوجيا متنوعةٍ أكثر.
لِتحقيق الهَدف التَوسعي هذا تَبحث She Codes Too باستِمرار عن فَريقِ عَملٌ مُتخصص ومُخلصٌ يُؤمن برِسالتِها ويُساهم بفعاليةٍ في دَعم نُمو المُنظمة.
التَحدي الأساسي الذي تُواجههُ مُبادرة She Codes Too الآن هو مَحدودية المَوارد والتمويل وتَعمل المُنظمة كمُنظمة غير ربحية وتعتمد على سَخاء الشُركاء والمُتَبرعين للحُصول على الدعم المالي وتَستَمِر مُبادرة She Codes Too في مُهِمَتها لتمكين المَرأة في مَجال التِكنولوجيا وتُرحب بأي دعم بما في ذلك المَوارِد البَشرية أو المُساهَمات المالية الذي تُساهم تَحقيق هذه الأهداف النَبيلة.